فصل: مراكز عزة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: التعريف بالمصطلح الشريف



.مركز قلعة الجبل:

ونقدم من مصر ما هو من مركز قلعة الجبل المحروسة إلى نواحيها الخاصة بها، وهي ثلاث جهات: جهة إلى قوص ثم إلى أسوان، وجهة الإسكندرية، وجهة دمياط. ثم نذكر بعدها ما هو من مركز القلعة إلى الفرات- نهاية حد الممالك المحروسة من الشرق.
فأما ما هو إلى جهة قوص: فمن مركز القلعة إلى (الجيزة)؛ ثم منها إلى (زاوية أم حسين) وإلى (منية القائد) - وهي الآن المركز- ثم منها إلى (ونا)؛ ثم منها إلى (ببا)؛ ثم منها إلى (دهروط)؛ ثم منها إلى (أقلوسنا)؛ ثم منها إلى (منية ابن خصيب): وهي مدينة على ضفة النيل، ذات مرأى جميل، وبها مدارس وحمامات وسوق غير قليل، ويقال إن الخصيب أيام ولايته مصر عمرها وأنشأها لابنه وسماها باسم ابنه فعرفت به، وبها (ربع الكريمي) مطل الطاقات على النيل، يفصل بينهما ساحة متوسطة المساحة، يسرح فيها النظر؛ ثم منها إلى (الأشمونين): وهي إحدى مدن الصعيد، وبها مقر الولاية كما تقدم؛ ثم منها إلى (ذورة سربام)؛ وتعرف بذروة الشريف، نسبة إلى الشريف حصن الدين بن ثعلب، فإنها كانت دار مقامه، وبها قصوره ودوره، وكان قد خرج وملك الصعيد، وعجز عنه ملوك مصر، وأمن أيام المعز أيبك ومن بعده فلم يظفر به، ثم خدعه الظاهر بيبرس ومناه العوض بالإسكندرية، فلما أناب، أعلق به الظفر والناب، وجهز إلى الإسكندرية ليتملكها فشنق على بابها. والذروة هذه على ضفة النيل وفوهة (بحر المنهى) وهو (البحر اليوسفي) المشتق منه إلى الفيوم، وينسب عمله إلى يوسف عليه السلام؛ ثم منها إلى (منفلوط): وهي من مدن الصعيد، وأجل خاص السلطان؛ ثم منها إلى (أسيوط): وهي من مدن الصعيد وأحسنها جباية وظاهرا؛ ثم منها إلى (طما)؛ ثم منها إلى (المراغة) وربما سميت المرائغ؛ ثم منها إلى (بلسبورة) وبعضهم يبدل السين زايا؛ ثم منها إلى (جرجا)؛ ثم منها إلى (البلينة)؛ ثم منها إلى (هو) ويليها (الكوم الأحمر): وهما من خاص السلطان، وعندهما ينقطع الريف في البر الغربي، ويكون الرمل المتصل (بدندرا) ويسمى (خانق دندرا)؛ ثم من (هو) هذه إلى (قوص)؛ ثم من (قوص) يركب البريد الهجن إلى (أسوان) وإلى (عيذاب)، ثم إلى (النوبة) أو إلى (سواكن) على ما يكون.
أما إلى الإسكندرية فالمراكز إليها في طريقين.
- فالوسطى تشق العامر الآهل، وهي من مركز القلعة المحروسة إلى (قليوب)؛ ثم منها إلى (منوف)؛ ثم منها إلى (المحلة) وهي (محلة المرحوم) مدينة الغربية؛ ثم منها إلى (النحريرية)؛ ثم منها إلى الإسكندرية.
- والطريق الأخرى وهي الآخذة على البر وتسمى طريق الحاجر، وهي من مركز القلعة إلى الجيزة؛ ثم منها إلى (جزيرة القط)؛ ثم منها إلى (وردان)؛ ثم منها إلى (الطرانة)؛ ثم منها إلى (زاوية مبارك) وأهل تلك البلاد تقول: (انبارك)؛ ثم منها إلى (دمنهور الوحش) مدينة أعمال البحيرة؛ ثم منها إلى (لوقين)؛ ثم منها إلى الإسكندرية.
وأما طريق دمياط فتتشعب من (السعيدية) الآتي ذكرها في المراكز الآخرة إلى الفرات، وقاصدها يسلك من القلعة في المراكز الآتي ذكرها إلى السعيدية، ثم منها إلى (أشموم الرمان) ثم منها إلى دمياط. وبهذا تم ذكر المراكز الخاصة بالديار المصرية.
وأما المراكز الآخذة من قلعة الجبل المحروسة إلى الفرات فمنها إلى (سرياقوس) - وكان قبل هذا بـ (العش) وكان طويل المدى في مكان منقطع، وكان لا يزال تشتكى منه البريدية فصلح بنقله، وحصل به الرفق لأمور لو لم يكن منها إلا قربه من الأسواق المجاورة للخانقاه الناصرية وما يوجد فيها، وأنسه بما حوله لكفى؛ ثم منها إلى (بئر البيضاء) ثم منها إلى (بلبيس) وهي آخر المراكز التي لخيل السلطان، وهي الخيل التي تشترى بمال السلطان، ويقام لها السواس والعلوفات، ثم مما يليها خيل البريد المقررة على عربان ذوي إقطاعات عليها خيول موظفة تحضر في هلال كل شهر إلى مراكز أصحاب النوبة، فإذا انسلخ الشهر جاء غيرهم، وهم لهذا يسمون خيل الشهارة؛ وعلى الشهارة وال من قبل السلطان يستعرض في رأس كل شهر خيل أصحاب النوبة فيه، ويدوغها بالداغ السلطاني. وما دام أنها تستجد فهي قائمة، فمتى اكترى أهل نوبة ممن قبلهم تلفت المراكز، إذ كان لا يهل الشهر وفي خيل المنسلخ قوة، ولا سيما والعرب قل أن تعلف. وأول هذه المراكز (السعيدية)؛ ثم منها إلى (الخطارة)؛ ثم منها إلى (قبر الوايلي) وقد استجد به أبنية وأسواق وبساتين حتى صار كأنه قرية؛ ثم منها إلى (الصالحية) وهي آخر معمور الديار المصرية؛ ثم بئر (غزي) وماؤه مجلوب من بئر وراءه؛ ثم منها إلى (القصير) وقد كان وكريم الدين وكيل الخاص الناصري بنى بها خانا ومسجدا ومئذنة، وعمل ساقية، فتهدم ذلك كله، ولم يبق له من يجدده، وبقيت المئذنة، وقد رتب لها زيت للتنوير، وهذا (القصير) يقارب المركز القديم المعروف (بالعاقولة) المقارب لقنطرة الجسر الجاري تحتها فواضل ماء النيل أوان زيادته إذا خرج إلى الرمل؛ ثم منها إلى (حبوة) ولا ماء لها، ولا بناء بها، وإنما هي موقف تقف بها خيل العرب الشهارة، ويجلب إليها الماء من بئر وراءها؛ ثم منها إلى (الغرابي)؛ ثم منها إلى (قطيا) ثم منها إلى (صبيحة نخلة معن) ومن الناس من يختصر على إحدى هذه الكلمات في تسميتها؛ ثم منها إلى (المطيلب)؛ ثم منها إلى (السوادة) - وقد حولت عن مكانها الأول فصار المسافر لا يحتاج إلى تعريج إليها؛ ثم منها إلى (الورادة) وهي قرية صغيرة وبها المسجد الأشرفي على قارعة الطريق، بناه الملك الأشرف خليل- تغمده الله برحمته- وبه رفق للمارة، وهو مأوى لمبيت السفارة. وقد كان فخر الدين كاتب المماليك بنى إلى جانبه رباطا بيع بعده؛ ثم منها إلى (بئر القاضي) وهذا المدى بينهما طويل جدا يمله السالك؛ ثم منها إلى (العريش) وقد أحسن كريم الدين- رحمه الله- بعمل ساقية سبيل به، وبناء خان حصين فيه يأوي إليه من ألجأه المساء، وينام فيه آمنا من طوارق الفرنج؛ ثم منها إلى (الخروبة) المقدمة الذكر، وبها الساقية والخان المذكوران فيما تقدم بناهما فخر الدين كاتب المماليك- رحمه الله- وحكمه في تحصين السفارة حكم الخان الكريمي بالعريش؛ وهذا آخر مراكز العرب الشهارة، ثم مما يليها خان السلطان ذوات الإسطبلات والخدمة تشرى بمال السلطان وتعلف منه، وأولها (الزعقة) ثم منها إلى (رفح) ثم منها إلى (السلقة) وكان قبل هذا البريد (ببئر طرنطاي) حيث الجميز ويسمى سطر. وكان في نقله إلى (السلقة) المصلحة؛ ثم من (السلقة) إلى (غزة).

.مراكز عزة:

والذي يتفرع عنه مراكز ثلاث جهات، وهي: الكرك، ودمشق، وصفد.
1- فأما الطريق إلى كرك فمن غزة إلى (ملاقس) وهو مركز بريد؛ ثم من (ملاقس) إلى بيت جبريل وهو بلد الخليل عليه السلام؛ ثم منها إلى (جنبا)؛ ثم منها إلى (الصافية) ثم منها إلى (الكرك).
2- ومن قصد من غزة دمشق أتى (الجينين) وهو مركز بريد؛ ثم أتى (بيت داراس) وبها خان بناه ناصر الدين الخزندار التنكزي، وكان قديما (بياسور) وكان طويل المدى وكانت المصلحة في نقله، ثم منها إلى (قطرة) وهو مركز مستجد، وهناك بئر سبيل وآثار لطاجار الدوادار الناصري، وهو كان المشير بتجديد هذا المركز، وحصل به رفق عظيم لبعد ما بين (لد) وبيت داراس أو ياسور؛ ثم منها إلى لد، ثم منها إلى (العوجا) وهي زوراء عن الطريق لو نقلت منه لكان أرفق؛ ثم منها إلى (الطيرة) وبها خان كان شرع فيه ناصر الدين الدوادار التنكزي ثم كمل بيد غيره؛ ثم منها إلى (قاقون) ثم منها إلى (فحمة) ثم منها إلى (جينين) وهي على صفد. وقد عمر طاجار الدوادار بها خانا جميل البناء جليل النفع ليس على الطريق أحسن منه ولا أحصن، ولا أزيد نفعا منه ولا أزين.
3- ومن قصد منه صفد أتى تبنين ثم إلى حطين وبها قبر شعيب عليه السلام؛ ثم منها إلى صفد.
ومن قصد دمشق توجه منها إلى (ذرعين) ومنها ينزل على درب (عين جالوت) مارا عليها وهي مركز مستجد حصل به أعظم الرفق والراحة من العقبة التي يسلك عليها بين جينين وبيسان مع طول المدى؛ ثم من (ذرعين) إلى بيسان ومنها إلى (المجامع) وهو مركز مستجد كنت المشير به، وهو عند جسر أسامة حصل به الرفق لبعد ما كان بين بيسان وزحر، وقد كانت الطريق قديما من بيسان على (طيبة) إلى (أربد) وكانت غاية في المشقة، وكان المسافر ما بين بيسان وطيبة يحتاج إلى خوض الشريعة وبها معدية للفارس دون الفرس، وإنما يعبر الفرس سباحة؛ وكان في هذا من المشقة ولاسيما أيام زيادة الشريعة وكلب البرد ما لا يوصف: لقطع الماء، ومعاناة العقاب التي لا يشقها جناح العقاب، وإنما الأمير الكبير كافل الشام الطنبغا- رحمه الله- نقل هذه الطريق وجعلها على (القصير المعيني) حيث هي اليوم، ونقل المركز من الطيبة إلى (زحر) حين غرق بعض البريدية الجبليين بالشريعة- لا نسي الله ذلك لفاعله- ولما بعثت من الأبواب السلطانية إلى الشام سنة إحدى وأربعين وسبعمائة استطلت المدى ما بين بيسان وزحر فأشرت بتجديد هذا المركز فاستجد؛ ثم من هذا المركز إلى (زحر)؛ ثم منها إلى أربد؛ ثم منها إلى (طفس)؛ ثم منها إلى (الجامع) وكان قديما بالمكان المسمى (برأس الماء) فلما ملكه الأمير الكبير كافل الشام تنكز- رحمه الله- نقل المركز منه إلى هذا الجامع فقرب به المدى ما بينه وبين (طفس) وكان بعيدا فما جاء إلا حسنا؛ ثم منها إلى (الصنمين)؛ ثم منها إلى (غباغب)؛ ثم منها إلى (الكسوة)؛ ثم منها إلى دمشق المحروسة.

.في ذكر مركز دمشق وما يتفرع عنه من المراكز:

ومن دمشق تتشعب المراكز: فمن أراد منها طريق البيرة أو الرحبة اللتين هما آخر حد الممالك الإسلامية من الشرق أتى منها القصيرة؛ ثم منها إلى القطيفة. ثم منها الافتراق:
فطريق البيرة منها إلى القسطل؛ ثم منها إلى (قارا)؛ ثم منها إلى (بريج العطش) وقد كان مقطع طريق وموضع خوف، فبنى به قاضي القضاة نجم الدين أبو العباس أحمد بن صصرى التغلبي- رحمه الله- مسجدا وبركة، وأجرى الماء إلى البركة من ملك كان له هناك وقفه على هذا السبيل، فبدل الخوف أمنا، والوحشة أنسا- لا نسي الله له ذلك- ثم منها إلى (الغسولة) ومنها تتشعب طريق إلى طرابلس على (القصب) سيأتي ذكرها؛ ثم من الغسولة إلى (سمنين) ومنها إلى حمص ثم من حمص إلى الرستن؛ ثم منها إلى حماة؛ ثم منها إلى (لطمين)؛ ثم منها إلى طرابلس؛ ثم منها إلى (المعرة) ثم منها إلى (أنقراتا)؛ ثم منها إلى (إياد)؛ ثم منها إلى قنسرين؛ ثم منها إلى حلب؛ ثم منها إلى (الباب)؛ ثم منها إلى (الساجور)؛ ثم منها إلى البيرة: وهي في البر الشرقي. والبيرة أجل قلاع الإسلام، وعقائل المعاقل التي لم تفترع على طول الأيام.
ومن أراد الرحبة فطريقه من القطيفة المقدمة الذكر على (العطنة) وليس بها مركز، وإنما بها خان تفرق به صدقة من الخبز والأحذية ونعال الدواب؛ ثم إلى (جليجل)؛ ثم منها إلى (المصنع)؛ ثم منه إلى (القريتين)؛ ثم منها إلى (الحسير) ومنها إلى (البيضاء)، ومنها إلى (تدمر) وهي المدينة الغريبة البناء المنسوبة إلى عمل الجن؛ ومنها إلى (أرك)؛ ومنها إلى (السخنة)؛ ومنها إلى (قباقب) ومنها إلى (كواثل) وهي اليوم (عطل)؛ ثم منها إلى الرحبة، وهي والبيرة المقدمة الذكر آخر الحد الشرقي كما تقدم.
وأما ما يتشعب من المراكز من دمشق فمنها إلى (بريج الفلوس) إلى (أرينبة) إلى (لغران) إلى صفد.
- ومن دمشق إلى خان ميسلون إلى (زبدان) إلى الحصين إلى بيروت.
- ومن خان ميسلون المذكور إلى جزين إلى صيدا.
- ومن خان ميسلون أيضا إلى كرك نوح- عليه السلام- مقر ولاية البقاع، ثم منها إلى بعلبك إن أراد. واعلم أن بين صيدا إلى بيروت قدر مركز لمن أراد.
- ومن دمشق إلى الزبداني إلى بعلبك.
- ومن أراد من بعلبك حمص توجه منها إلى (القصب) ثم إلى الغسولة.
- ومن أراد منها طرابلس توجه منها إلى القصب؛ ثم منها إلى (قدس)؛ ثم منها إلى (أقمار)؛ ثم منها إلى (الشعراء) ثم منها إلى (عرقا) ثم منها إلى طرابلس. ومن دمشق إلى طرابلس ركوب مراكز حمص إلى الغسولة المقدمة الذكر ثم إلى القصب ثم ما ذكر.
- ومن دمشق إلى (جعبر) مراكز حمص، ثم من حمص إلى (سليمة) ثم منها إلى (بغيديد)؛ ثم منها إلى سوريا؛ ثم منها إلى (الحص) ثم منها إلى جعبر.
- ثم من أراد من جعبر (رأس العين) توجه من جعبر إلى (عين بذال) ثم منها إلى (صهلان) ثم منها إلى (الخابور) ثم منها إلى رأس العين.
- ومن دمشق إلى مصياف: المراكز المذكورة إلى (طفس) ومنها إلى (القنية) ومنها إلى (البرج الأبيض) ومنها إلى (حسبان) ومنها إلى (ديباج) ومنها إلى (أكرية) ومنها إلى الكرك.
- ومن دمشق إلى مركز ولاية الولاة بالصفقة القبلية: المراكز إلى (طفس)، ثم منها إلى أذرعات.
فهذه جملة مراكز دمشق إلى كل جهة؛ فأما مقدار الولايات فمن كل واحدة إلى ما يليها، حتى يتوصل المسافر على البريد إلى حيث أراد.